القاهرة - أ.ق.ت - كتب/ هيثم الفرسيسي : بحضور رئيس الوزراء لجمهورية مصر العربية الدكتور مصطفى مدبولي، و الأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ومدير عام منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة شو دونيو ، تم إطلاق أعمال مؤتمر العمل العالمي الثالث لممثلي منظمة الأغذية والزراعة في القاهرة، بمشاركة عدد كبير من أعضاء الإدارة العليا والمدراء الإقليميين ، وممثلي المنظمة في المكاتب القطرية على مستوى العالم ...
ويُعقد المؤتمر ، الذي تستضيفه الحكومة المصرية في الفترة من ٨ إلى ١٨ ديسمبر ، بهدف تعزيز الحوار المباشر بين المدير العام وقادة المنظمة والإدارة العليا والممثلين القطريين ، بما يرسّخ التنسيق العالمي ويُعزّز التوافق الاستراتيجي والتشغيلي للفاو.
و أكد مدبولي إلى أن استضافةَ مصر لمؤتمر العمل العالمي الثالث لممثلي منظمة الأغذية والزراعة ، تعكس التزام الدولة المصرية الراسخ بدعم المنظمة ودورها المحوري في تعزيز الأمن الغذائي العالمي ، وتطوير النظم الزراعية الغذائية ، ودعم الدول الأكثر احتياجاً في مواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية.
كما أكد مدبولي أن مصر حرصت ، إيماناً بدورها الإقليمي ، على أن تكون فاعلاً رئيسياً في دعم الأمن الغذائي العربي والأفريقي، وذلك من خلال نقل الخبرات والتقنيات المتقدمة للدول الشقيقة ، وتنفيذ برامج تدريب مُتخصصة للكوادر الزراعية، إلى جانب المشاركة الفاعلة في صياغة الأولويات الإقليمية للمنظمة ، جنباً إلى جنب مع استضافة الاجتماعات الفنية والإقليمية، بالإضافة إلى تقديم دعم مباشر للدول الأكثر احتياجاً في مجالات الإنتاج الزراعي وإدارة الموارد.
ولفت إلى أنه اتساقا مع ذلك، فإن الدولةَ المصريةَ تُؤمن بأن التكامل الإقليمي هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات المتزايدة التي تشهدها النظم الغذائية، خاصة في ظل التغير المناخي والأزمات الاقتصادية والاضطرابات العالمية في سلاسل الإمداد والتموين، الأمر الذي يُؤثر على ارتفاع أسعار السلع ومُستلزمات الانتاج.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه في ظل التحديات الإنسانية المتزايدة ، تؤكد مصر – من منطلق دورها الإقليمي ومسئوليتها الأخلاقية – أهمية اضطلاع منظمات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها منظمة "الفاو"، بدور أكثر فاعلية في دعم الدول والمجتمعات التي تتعرض لاضطرابات حادة في سلاسل الغذاء، وفي مقدمتها غزة والسودان وغيرها من المناطق التي تُواجه أزمات إنسانية متفاقمة.
ومن جانبه دعا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة شو دونيو المشاركين إلى تبنّي نهج استباقي ومرن ومتطلع إلى المستقبل ، لضمان استمرار برامج واستراتيجيات الفاو في مواكبة السياق العالمي المتغيّر، مؤكداً أن المنظمة تعمل في بيئة غير مسبوقة تتسم بانعدام الأمن الغذائي والصراعات والصدمات المناخية وعدم اليقين الاقتصادي. وأشار إلى أهمية الابتكار وبناء الشراكات وتعزيز النظم الحديثة على جميع مستويات المنظمة.
كما أكد المدير العام ضرورة الانتقال من الاستجابة للأزمات إلى بناء القدرة على الصمود ، مشيراً إلى الدور الريادي للفاو في الإنذار المبكر والعمل الاستباقي، والذي مكّن المنظمة بين عامي ٢٠٢٣ و ٢٠٢٤ من دعم حوالي مليوني شخص سنوياً، ومساندة الحكومات في إعداد واعتماد القوانين والسياسات وخطط العمل ذات الصلة.
وتركز جلسات المؤتمر على تعزيز تموضع الفاو الاستراتيجي وتوجيه التحول في النظم الزراعية الغذائية ، مع مناقشة آليات التمويل المبتكرة والشراكات ، إضافة إلى تعزيز الكفاءة التشغيلية من خلال خارطة طريق الكفاءة وخطة عمل سلسلة الإمداد وتطوير إجراءات المشتريات باستخدام الأدوات الرقمية والذكاء الاصطناعي.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أطلقت الفاو "مبادرة تكريم القرى" التي تحتفي بالدور الحيوي للقرى الريفية في تعزيز نظم الأغذية الزراعية المستدامة والحفاظ على التنوع البيولوجي وتراث الغذاء والمعرفة المحلية ودعم التنمية الريفية الشاملة.
وتأتي المبادرة ضمن احتفالات المنظمة بالذكرى الثمانين لتأسيسها ، وتم تطويرها في إطار متحف وشبكة الأغذية والزراعة (MuNe).
وفي كلمته الترحيبية ، أكد عبد الحكيم الواعر ، المدير العام المساعد والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا ، اعتزاز الفاو بالشراكة المثمرة مع مصر في مجالات متعددة تشمل الزراعة الذكية مناخياً ، ومدارس المزارعين الحلقية ، وصحة الحيوان ، وتطوير سلاسل القيمة ، وإدارة المياه والأراضي ، والابتكار والتحول الرقمي.
ويستند المؤتمر العالمي الثالث لممثلي الفاو إلى النجاح الذي حققه مؤتمرا روما (٢٠٢٣) وبانكوك (٢٠٢٤)، ويهدف إلى تعزيز نهج "فاو واحدة" وضمان استمرار عمل المنظمة بكفاءة وفاعلية في دعم أعضائها لتسريع التحول في النظم الزراعية والغذائية، وتحقيق التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق